Wednesday, June 6, 2007

هل أبتلاك الله؟

(( إذا مرت حياتك سهله من غيرإبتلاءات .. فعلم أن إيمانك فيه خلل ))
.
حينها بدأت أغوص في بحر أفكاري حتى أعتلتني الأمواج واحده تلوه الأخرة حينما سمعت هذه الكلمة من أخونا أحمد
صدقي في درس الحياة بعد الممات الذي أقيم في جامعة تلويدو لطلبة المسلمين
.
فبدأ يؤيد كلامه بشده,, ويدقق على هذه النقطة,, حتى أحسست أنه يخاطبني ويقصدني في هذا الموضوع,, وقال أن من علامة حب الله للعبد الإبتلاء,, وأنظروا إلى قصص الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والتسليم,, لا يخلوا نبي إلا وأصابه ما أصابه من النكد والتعب أوالغل والحسرة أوالعذاب والشده أوالعوائق والأمراض وغيرها من أمور الإبتلاء
.
وأنصتُ مستمعاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال
(إذا أراد الله بعبده الخيرعجل له العقوبة في الدنيا, وإذا أراد الله بعبده شر أمسك عنه حتى يوافيه يوم القيامة) أو كما قال
.
فأوجستُ في نفسي خيفة,, وقررت أن أعطي هذا المعنى قدر كبير من همي وفكري
وسألت نفسي سؤال,, ألم يبتليني الله عز وجل من قبل؟
.
لقد أصابني سهم الشك وشعور الخوف من هذه الكلمة قائلاً لنفسي أن حياتي تمر في أحسن حال؟
هل هذا معناه أن إيماني فيه خلل؟
لا شك أن العوائق والفتن والإبتلاءات تحول عند الجميع,, سواء مؤمن أو مشرك
وأعلم أن الله إذا أحب عبداً أبتلاه
.
ويقول تبارك وتعالى أحسب الناس أن يقولوا اَمنا وهم لا يفتنون
فأين الفتن التي أصابتني؟ وأين الإبتلاءات عني؟
.
فحواري مع نفسي كان شفاء دائي
وسألت نفسي بعض الأسألة
هل يريد الله منا أن نبحث عن الإبتلاء؟
إن الله رحيم ويحب أن يرا نعمه على عباده
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ
هل هذا معناه أن من كان في صحة وعافيه أن إيمانه فيه خلل؟
هل كل الإنبياء مبتلون؟
قول الرسول إن الله إذا أحب عبداً إبتلاه؟
هل معناه أننا يجب علينا أن نبحث عن الأبتلاء لأنه علامة الرضا
في الحديث الاخر يقول
إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، قال : فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض
.
فالإبتلاء هو علامة حب وليست العلامة الوحيده لمحبة الله لعبده
وقد خصها الله تعالى ليثبت عباده المؤمنين ويرزقهم بشيئ خيرا منه يوم القيامة
من ترك شئ لله عوضه الله خيرا منه
.
وأتتمت التفكير وعلمت أن الله أبتلاني بأمور لست بصدد أن أذكرها
ولكني غيرت صورة هذا الإبتلاء وأستبدلته بصورة الصبر والثقة بالله
فكان ميزان ثقتي بالله يفوق ميزان الإبتلاء حتى أني نسيت البلاء نفسه
فإن الله يبتلي من شاء من عباده ليختبر إيمانهم ويرى إن كان هذا الإمتحان يزعزع شيء من عقيدتهم أو يزيدهم إيمانا ويقينا وطلب منا الصبر عند الصدمة الأولى
.
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم
(( عجباً لأمر المؤمن, إن أصابته سراء شكر فكان خير له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له))
فيجب أن تكون هناك ثقة كبيرة بين العبد وربه,, حينما يؤمن أن كل الحوادث التي تمر في حياته هو خير له
فقد قال الله لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم
.
والرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء أمر على ما يحب قال
الحمدالله الذي بنعمته تتم الصالحات
وإذا جاء الأمر على غير ما يحب قال
الحمدالله على كل حال
.....
فيجب أن تكون صورة الإنسان للبلاء أنه حب من الله
وأيضاً إذ مرت عليه حياته سهله يجب على أن يحمد الله ويشكره

7 comments:

wafa'a said...

"ونجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين"
" و ليُبلي المؤمنين منه بلاءً حسناً"
والكثير من الآيات التي تشفي الصدور و تخفف الهموم .. سبحان الله
تذكر دوماً أنه لا يبتليك إلا لأنه أحبك فأراد أن يطهر قلبك =)
مقالك جميل فشكراً لك أخي الكريم.

yarmooki said...

شرفتني أخي ولاء

لم أكتب هذه المقالة لتنفيس عن هم وغم ولكن كتبت خاطرة أخذت حاصل كبير من التفكير عندي ..

لا أعلم كيف وجدت هذه المدونة لكن جزاك الله خيراً على هذا الرد :)

Anonymous said...

قرأت مقالتك
وعجبت بحسن عبارتك
وعرفت قدر ذاتك وادركت امكاناتك
فانت متميز بعطاءتك
ولقد توقفت عند عباراتك
حول مفهوم الابتلاء في حياتك
واردت ان اشارك ردا على مقالاتك
فبادئ ذي بدء
ليس المقصود بالابتلاء نوع محدد يتمثل بالداء وانعدام الدواء
وليس المقصود به كذلك النقم دون التطرق الى النعم
القضية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار
ونبلوكم بالشر والخير فتنة
واريد ان الفت نظرك واخوانك من حولك
ان كل شاب مسلم في امريكا مبتلى بدينه والابتلاء لايعني الشر وانما يعني التمحيص
فانت على سبيل المثال وكل الاخرين مثلك لايراكم الا الله ومع ذلك فانت تتقيه
ولايعرف بما تعمل الا الله ومع ذلك ان تصلي له ولاتقطع صلاتك
وملتزم باوقاتك وفرائضك اليس في هذا الالتزام المتصل ابتلاء متواصل
عجبا لشباب يعبدون الله كانهم يرونه ويخافون بالغيب ليس لديهم حسيب ولارقيب الا الله اليس هذا قمة الطاعة والابتلاء بمعنى التمحيص
بلى وربي
ولهذا فان كل شاب متبلى بصحته وشبابه ووقته اما ان يقضيه بالطاعة واما ان يقضيه بالمعصية والخيار له
وكل اختيار له اثار
ويتحمل الانسان اثار القرار
الابتلاء لايعني الشدة
وانما يعني النعمة قبل النقمة
والله العليم حكيم في اختيار مايصلح للعبد
خذ على سبيل ذلك
سليمان عليه السلام لم يبتلى بالنقم وانما اعطي النقم ليشكر او يكفر وقد اختار الشكر
دواود عليه السلام اعطي النصر ليشكر
عبدالرحمن بن عوف من البشرين في الجنة اعطي اموالا لاحصر لها
القضية فيما يصلح للانسان سواء كان في عالم النقم او النعم
وليس بالضرورة ان يبلى الانسان بالشر وما اراه من شباب الاسلام في امريكا انهم في اعلى درجات الاختبار في ايمانهم
فهم لايراقبون الا الله ولايعبدون سواه
لك تحياتي على مقالتك
ولك دعائي ان يوفقك

Shaima'a Alkandari said...
This comment has been removed by the author.
Shaima'a Alkandari said...

صدقت اخي العزيز


سرد مميز وجميل لهذا الموضوع الذي اعتبره هام ومفيد جدا


واذا الله ابتلى شخص فهذا يدل على ان الله يحبه

yarmooki said...

شكرا أختنا شيماء على الرد..
بارك الله لكم ..

إيلاف said...

الإبتلاءات في الحياة كثيرة , منها البسيط ومنها العظيم

ولعل أشد الناس إبتلاءً هم الرسل والأنبياء , وذلك دليل على انهم أحب الناس لله تعالى .. فهم مبتلون بالأهل وبالديار وبالأموال وبالصبر على أذى الناس

أما نحن , فنصادف الإبتلاء تلو الإبتلاء دون أن نتفكر ونأمل بها
قد نبتلى بالألم والمرض , أو باالمال أو بالعمل أو بالدراسة , ولكن لأننا قد إعتدنا على هذه الأمور فلا نجد بها أي إبتلاء ولا ننوي بها الأجر

وكذلك يبتلى الإنسان بالوقت وبالفراغ , وبالصحة والعافية , وبالمال الكثير , فينسة بأنهم إبتلاءات وليس نعم , وهو محاسب عليها يوم القيامه

: )
عند الإبتلاء , علينا أن نبلي بلاءً حسنًا

وشكرًا لك على المعاني الكبيرة التي أرفقتها بكلماتك تلك