حوار بيني وبين نفسي

كتبت هذه المقالة قبل 5 شهور
نقلتها من الكراسه إلى المدونه

خاطره بيني وبين نفسي

أجلس الان في قهوة ستاربكس داخل مكتبة بارنز أند نوبلز
وقد راودني الشعور أنا أكتب ما في خاطري
وأعبر عن ما في قلبي من مشاعر وأحاسيس
لست بكاتب ماهر أو محترف
ولكني مؤمن أن مشاعري ستسطر نفسها بين السطور

وعلى حد أعتقادي أنا مهما وصل الكاتب من قوة في الأسلوب
ومهما وصل المتحدث من خطابة وألقاء
ومهما وصل المخرج السينمائي من إماكنيات عالية بالتصوير
لن يستطيعوا أنا يكونوا الصورة الحقيقيه من مشاعر الإنسان
ولكن أملي أن يصل جزء كبير من هذه الصورة من خلال حبر قلمي

أكتب هذه الرسالة إلى نفسي, وما أحب هذه النفس إلى قلبي
وما أقرب هذه النفس لي حتى أصبحت تلازمني في حزني وسعادتي
وفي ضيقي وفرحي, وفي تعبي وراحتي, وفي لعبي وجدي

تعيش معي وقت الشدائد والأحزان, و وقت تجمع الأصحاب والأقران
تعرف كل شئ عني, المعلن والخفي
فإنها خازنة ذكرياتي, حتى بأشياء لن تطري على بالي

فوالله لم أجد في حياتي أوفى منها لي
فإنها أقرب الناس لي بل أقرب من خلي وأخواني
قد تعبت على بناء علاقة جيدة معها, وقد دربتها على أتباع الحق
وعلمتها أن نترك سويا ما لا ينفعني بالدنيا والاّخرة

قد البعض يضحك ويقول كيف تدرب نفسك؟
أأنت عاقل؟
أقولها بكل ثقة "نعم" دربتها وأحسنت تربيتها
لأن نفسك بطبيعتها تتبع الهوى وقد حرمتها من أتباعه
ونفسك إن لم تعلمها على العمل الدأوب ستتعود على الكسل
وإن لم تعلمها على الدراسة الجاده لفضلت النوم والملل
وإن لم تعلمها على أهمية العباداة والتقرب إلى الله لنخرطت في الشهوات والمعاصي

(نفسك إن لم تشغلها بالحق .. شغلتك بالباطل)

ومن هنا أرفع قبعتي تقديراً وحباً إلى نفسي المطيعة لي
فأنا فخور بها أشد الفخر
فكل نظرة أنظرها في المراّه أرى نفسي أشد الأعجاب بنفسي
أبتسم لها, أقبلها, أنظر لها بتمعن وأقول سيصبح لنا شأن عظيم في المستقبل
أنظر مرة أخرى بأبتسامه أكبر وأقول نعم أستحق أنا أكون عظيم
فالعظيم من الداخل ستبان عليه العظمى في الخارج

بدأ حوار بيني وبينها
وقالت: ما هو سر إعجابك بنفسك؟ ما الذي يميزك عن غيرك؟
أجبتها بسرعة لا يهمني شأن غيري ولا أحب المقارانات
فأنا مسؤول عن نفسي ولأتكلم عنها بكل شفافيه

:::
خــــــــاص
::::

فأوقفتني نفسي وقالت: ألا ترى أن هذا الكلام تكبر؟
فأجبتها الصورة التي أضعها عن نفسي هي الواقع الذي أعيشه
فتوقعي سيصبح واقعي, وإن لم أذكر إيجابيات نفسي فمن سيذكرها
فأنا أعرف الناس وأحق الناس مدحاً بنفسي
فالثقة بالنفس هي من صفات القادة الناجحين
وقد قال الإمام الشافعي عن نفسه

علي ثياب لو يباع جميعها .. بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو تقاس ببعضها .. نفوس الورى كانت أشد وأكبرا

فمعرفة الذات والتعامل معها أمر مهم
فقد عرفت نفسي وأيقنت التعامل معها
فوالله ما بعد هذه السعاده إلى قولي

(أحمدك وأشكرك ربي على هذه النعمة)

كانت هذه مشاعر دفاقه في قلبي أخرجتها من غير تكلف ولا تدبر
فهذا كلام قلبي قد خطه قلمي

15/9/2006